Tuesday 25 February 2014

الكساء الخضري لغرب محافظة تعز باستخدام NDVI

الملخص
تعاني الجمهورية اليمنية من قلة وندرة الكساء الخضري الموسمي والدائم في كثير من مساحاتها الشرقية والأجزاء الساحلية الجنوبية والغربية بشكل عام بسبب الموقع الذي انعكس على الأحوال المناخية والتضاريس والتربة ومحدودية المصادر المائية مما أدى إلى اختلاف وتنوع وكثافة الكساء الخضري في تلك المناطق ومن بين هذه المناطق محافظة تعز الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي للجمهورية اليمنية وينتشر فوق مساحاتها أشكال سطح مختلفة بين جبال وهضاب وسهول ووديان وتباين في الارتفاع بين صفر عند خط الساحل وأكثر من 3000 متر فوق مستوى سطح البحر (قمة العروس بجبل صبر3200)، والى جاني التنوع التضاريسي يوجد تنوع حراري ما بين29O مئوية في مدينة المخا واقل من عشرين درجة مئوية في محطة مطار تعز الدولي، كذلك يوجد تنوع مطري اقل من 50 ملم / سنة في النطاق الساحلي إلى أكثر من600 ملم/سنة في مدينة تعز, كذلك تسود تربة مختلفة مابين التربة الرملية في المنطقة الساحلية إلى التربة الطينية في المدرجات النهرية للأودية الموسمية , وكذلك تنتشر فوق مساحة منطقة الدراسة شبكة نهرية تخترق أشكال التضاريس وتصرف المياه في اتجاه الغرب والجنوب ومع وجود بيئات سكانية مختلفة ريفية وحضرية وكثافة سكانية مرتفعة وتنوع ثقافي وحضاري أدى إلى تنوع واختلاف في توزيع وكثافة الكساء الخضري في محافظة تعز .
يركز البحث على دراسة الكساء الخضري لمنطقة غرب تعز وذلك من حيث التوزيع والكثافة والنوع والموسمية والعوامل البيئية الطبيعية كالمناخ والتضاريس والتربة ثم العوامل البشرية المتمثلة بالعادات والتقاليد والاقتصاد والثقافة بهدف إيجاد علاقات بيئية طبيعية وبشرية ضمن الإمكانات المتاحة والمقترحات المستقبلية للحفاظ على الكساء الخضري الموجود والتوسع في زيادة المساحات الخضراء في المستقبل بمعايير تستوعب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكان غرب محافظة تعز.
يعتمد البحث على تحليل بيانات الاستشعار عن بعد والخرائط الرقمية ثم الدراسة الحقلية باستخدام الأسلوب الموضوعي التحليلي المقارن وباستخدام برامج نظم المعلومات

(ERDAS 9।1 and ARC GIS 9।3)

الكلمات الدالة
محافظة تعز، الكساء الخضري، البيئة، التنمية المستدامة, نظم المعلومات الجغرافية

المقدمة
الكساء الخضري بمفهومه العام دراسة النباتات الطبيعية والمساحات الزراعية والحدائق العامة وحدائق المنازل بل يندرج تحت هذا التصنيف البيوت الزجاجية والمشاتل إذ يمثل مفهوم شامل للدراسة فلا يقتصر على الغطاء النباتي Vegetation Coverوالذي يعرف بأنه كافة النباتات المتواجدة على سطح الأرض من أشجار أو شجيرات أو نباتات برية صغيرة كانت أو كبيرة والتي نشأت بصورة طبيعية وبدون تدخل الإنسان بل يشمل كل النباتات الخضراء الطبيعية أو التي كان للإنسان دور في إيجادها.

يزداد الاهتمام بالكساء الخضري من كونه يعتبر القاعدة الأساسية في الهرم الغذائي لكافة الكائنات الحية ويعد الكساء الخضري من أهم النظم البيئية بما يحويه من كافة الأنواع النباتية والتي تقوم من خلال عملية التمثيل الضوئي بإستخدام الطاقة الشمسية في إمتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج غازا لأوكسجين اللازم لتنفس كافة أشكال الحياة على سطح الأرض ومنع ظاهرة الإحتباس الحراري، في التقليل من ظاهرة التصحرDissertation وزحف الرمال وتقليل نسبة الانزلاقات الصخرية وانجراف التربة وتعريتها والحفاظ على التوازن الحياتي (الحيوانات البرية والطيور والحشرات والكائنات البدائية) ويسهم في كثير من الأنشطة الاقتصادية بداية من بالحرف اليدوية والمنسوجات وحتى الصناعات التحويلية, وكذلك يساهم في تلطيف الجو وحفظ معدل التلوث الهوائي وتحسين التربة ويعمل على زيادة معدل تسرب الماء إلى الخزانات الجوفية، إلى جانب ذلك يرتبط الكساء الخضري بالعديد من الجوانب الاجتماعية والسياحية والعلاجية المباشرة وغير المباشرة، فالكساء الخضري من الموارد الطبيعية المتغيرة التي يتأثر بكل المغيرات الطبيعية والبشرية ضمن العلاقات المكانية التفاعلية بين الإنسان والموارد والبيئة.

تناول الغطاء النباتي في اليمن العديد من الباحثين وتوصلت العديد من الدراسات إلى تصنيف وحصر معظم النباتات المتوطنة والنادرة والشائعة في اليمن، في حين تناولت بعض الدراسات المشاكل التي تواجه النباتات وبعض الدراسات ركزت على الجوانب الاقتصادية للنباتات،(الخليدي، والقدسي،2010-2009، السندي 2000، الحنامي، 2000،الدبعي والخليدي 1998، عبادي والخليدي 1997، العودي 1994،الخليدي و سخولته 1990) تركز هذه الدراسة على تحديد تواجد الكساء الخضري وكثافته باستخدام التحليل الرقمي لصور الأقمار الصناعية وفق قواعد ونماذج التصنيف لسلسلة الأقمار الصناعية (land sat MSS, TM and ETM) التي وفرت كم هائل من المعطيات والمعلومات التي تحتويها تلك الصور الفضائية عن تواجد الكساء الخضري ونوعه وكثافته وارتفاع الأشجار وحجمها ونوعية الأوراق والحالة الصحية للنباتات فضلا عن ذلك إمكانية مراقبة وتتبع كل المتغيرات التي تطرأ على الكساء الخضري مما يساعد في عملية التخطيط والتنمية المستدامة كهدف نهائي للدول والمنضمات.

أستخدمت تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات بشكل تكاملي في تفسير وتحليل الصور الفضائية لفترات زمنية مختلفة ما بين 2002-2009 لمنطقة الدراسة، وذلك بهدف دراسة المتغيرات المكانية ذات الصلة بالكساء الخضري سواء كانت العوامل الطبيعية كالمناخ ، التضاريس، التربة، أو العوامل البشرية كالرعي ،العادات والتقاليد، الفقر، التعليم، النظم والأعراف القبلية،الثقافة وغيرها والتي يتأثر بها الكساء الخضري سلبا وإيجابا في المحيط المكاني والبيئي لمنطقة الدراسة، ثم التعرف على الوضع الحالي للكساء الخضري وماهية الإمكانات المتاحة والكامنة للتنمية المستدامة للنبات بحيث يتم الحفاظ على الكساء الخضري الموجود فعليا ثم زيادة المساحات الخضراء والحافظ على التوازن البيئي ومتطلبات السكان من الكساء الخضري سواء في منطقة الدراسة أو المناطق المجاورة التي تعتمد على احتياجاتها النباتية من منطقة غرب تعز.

منطقة الدراسة
تقع منطقة الدراسة في الأجزاء الغربية من محافظة تعز محصورة بين خطي طول ( 043 '51 ''40।858 - 043 '14 ''21.537) وبين خطي عرض ( (013 '54 ''52.936 – 012 '40 ''12.32. يقع ضمن هذه الإحداثيات الأجزاء الغربية من مديرية جبل حبشى، وألا جزاء الشمالية الغربية من مديرية شرعب السلام ومديريات مقبنة، الوازعية، موزع، المخا ، باب المندب ومعظم مديرية شرعب الرونة ثم الأجزاء الغربية من مديرتي المعافر والشمايتين بمساحة تقدر بــــ 6162.35 كم مربع تمثل مديرية موزع، مقبنة والمخا ما نسبته70.33 %من المساحة الكلية لمنطقة الدراسة (يلاحظ الشكل1)


شكل(1) موقع منطقة الدراسة